Isnin, 24 Disember 2012

فضل ذكر الله تعالى

فضل ذكر الله تعالى

 
 فضل مجالس الذكر
* «لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله تعالى فيمن عنده».
[رواه مسلم من حديث أبي هريرة]
فضل ذكر الله تعالى
* «أحب الكلام على الله تعالى قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».
[رواه مسلم من حديث سمرة بن جندب]
* «قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؛ أفضل مما طلعت عليه الشمس».
[رواه مسلم من حديث أبي هريرة]
* «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل».
[متفق عليه من حديث أبي أيوب].
* «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبتٍ له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان ليومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه».
[متفق عليه من حديث أبي هريرة]
* «من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر».
[متفق عليه من حديث أبي هريرة]
* «من قال: سبحان الله مائة مرة كتب له ألف حسنة أو حط عنه ألف خطيئة».
[رواه مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص]
* «من قال: لا حول ولا قوة إلا بالله حصل على كنز من كنوز الجنة».
[رواه البخاري من حديث أبي موسى الأشعري]
* «من قال: رضيت الله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد ( نبيًّا ورسولاً وجبت له الجنة».
[رواه مسلم من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي]
* «من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة».
[رواه ابن حبان والنسائي من حديث جابر وهو حديث صحيح، انظر الأحاديث الصحيحة للألباني رقم (64)]
فضل الذكر عند لبس الثوب
* «من قال عند لبس ثوبه: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه».
[رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد من حديث معاذ وهو حديث حسن، انظر إرواء الغليل للألباني (1989)]
فضل الذكر بعد الفراغ من الوضوء
* «من قال بعد وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء».
[رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب]
فضل الذكر عند دخول المسجد
* «من قال عند دخول المسجد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، حفظ من الشيطان سائر اليوم».
[رواه أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص انظر صحيح الجامع للألباني رقم (4591)].
فضل الذكر بعد الأذان
* «من قال مثل ما يقول المؤذن ثم صلى على النبي ( وسأل له الوسيلة حلَّت له شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام».
[رواه مسلم من حديث أبي عمرو بن العاص]
* «من قال مثل ما يقول المؤذن ثم قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة».
[رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب]
* «من قال بعد الأذانٍ: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله رضيت بالله ربًا وبمحمد ( نبيًا ورسولاً وبالإسلام دينًا غفر له ذنبه».
[رواه مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص]
* «من قال بعد الأذان: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة».
[رواه البخاري من حديث جابر]
فضل الذكر عند دخول المنزل
* «من دخل منزله فسلم على أهله خرج الشيطان من منزله وكان في رعاية الله».
[أخرجه مسلم من حديث جابر (]

فضل الدعاء بعد الأذان
* «من دعا بين الأذان والإقامة لم يرد دعاؤه».
[رواه أبو داود وأحمد من حديث أنس وصححه الألباني في إرواء الغليل رقم (242)]
فضل الذكر بعد الصلاة
* «من قال بعد الصلاة: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثًا وثلاثين، لم يأتِ أحد بأفضل منه إلا من صنع مثل ما صنع».
[متفق عليه من حديث أبي هريرة]
* «من قال بعد الصلاة: سبحان الله ثلاثًا وثلاثين، والحمد لله ثلاثًا وثلاثين، والله أكبر ثلاثا وثلاثين، لم يخب قائلهن».
[رواه مسلم من حديث كعب بن عجرة]
* «من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر».
[رواه مسلم من حديث أبي هريرة]
فضل الذكر بعد صلاة الصبح
* «من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة».
[رواه الترمذي من حديث أنس وهو صحيح كما قال الألباني في صحيح الجامع رقم (6222)]
فضل الذكر عند الصباح والمساء
* «من قال في يومه أو ليلته: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أعوذ بك من شر ما صنعت، فمات دخل الجنة».
[رواه البخاري من حديث شداد بن أوس]
* «من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه».
وفي رواية: «سبحان الله العظيم وبحمده».
[رواه مسلم من حديث أبي هريرة]
* «من قرأ حين يصبح وحين يمسي: قل هو الله أحد، والمعوذتين؛ كفته من كل شيء».
[رواه أبو داود والنسائي من حديث عبد الله بن خبيب وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع (4582)]
* «من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاثًا: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء».
[رواه مسلم من حديث أبي هريرة]
* «من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاثًا: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء».
[رواه أبو داود والترمذي من حديث عثمان وهو صحيح كما في الفتوحات 3/99 والجامع للألباني (5621)]
* «من قال إذا أصبح أو أمسى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير؛ كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان».
[رواه أبو داود وأحمد وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع (6294)]
* «من قال حين يصبح أو يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. سبع مرات؛ كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة».
[أخرجه ابن السني وأبي داود وصحح إسناده]
فضل الدعاء في صلاة الجمعة
* «من دعا في صلاة الجمعة ما بين جلوس الإمام على المنبر إلى أن يسلم من الصلاة استجيب دعاه».
[رواه مسلم من حديث أنس]
فضل الذكر عند النوم
* «من قرأ عند النوم الآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه».
[متفق عليه من حديث أبي مسعودٍ]
* «من توضأ قبل النوم فقال: اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابة الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت فإن مات مات على الفطرة».
[متفق عليه من حديث البراء بن عازب]
* «من قرأ آية الكرسي عند نومه لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح».
[رواه البخاري من حديث أبي هريرة]
* «من قرأ قل يا أيها الكافرون عند نومه ونام على خاتمتها كانت له براءة من الشرك».
[رواه أبو داود وأحمد والدارمي من حديث نوفل الأشجعي وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (1172)]
فضل الذكر أثناء النوم
* «من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا الله استجيب له، فإن توضأ قبلت صلاته».
[رواه البخاري من حديث عبادة بن الصامت]
* «من دعا الله أو سأله أو استغفره حين يمضي ثلث الليل إلا استجاب الله له».
[متفق عليه من حديث أبي هريرة]
فضل الذكر في ساعات الليل
* «في الليل ساعة من وافقها وسأل الله تعالى من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه».
[رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله]
فضل حمد الله تعالى لمن مات له ولد
* «من مات له ولد فحمد الله واسترجع بنى الله له بيتًا في الجنة وسماه بيت الحمد».
[رواه أحمد وابن حبان من حديث أبي موسى الأشعري وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة رقم (1408)]
فضل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام
* «من صلى على النبي عليه الصلاة والسلام صلاة واحدة صلى الله عليها بها عشرًا».
[رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص]
فضل الذكر عند الشدائد
* «من قال عند الشدائد: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين إلا فرج الله عنه».
[أخرجه الترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص، وهو صحيح كما قال الألباني في الكلم الطيب (122)]
فضل الذكر عند الهم والحزن
* «من أصابه هم أو حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك في قبضتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسه، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم نور صدري، وربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همي، أذهب الله تعالى حزنه وأطال فرحه».
[أخرجه أحمد وابن حبان من حديث عبد الله بن مسعود، انظر الصحيحة للألباني (198)]
فضل الذكر لمن عليه دين
* «من كان عليه دين فقال: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك أدى الله عنه».
[رواه الترمذي وأحمد من حديث علي وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (2622)]
فضل الذكر عند وسوسة الشيطان في الصلاة
* «من وسوس الشيطان له في صلاته فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وتفل عن يساره ثلاثًا، أذهب الله عنه ذلك».
[رواه مسلم من حديث عثمان بن أبي العاص]
فضل الذكر عند زيارة المريض
* «من عاد مريضًا فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله».
[رواه أبو داود وأحمد من حديث ابن عباس وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (6264)]
فضل الذكر عند المرض
* «من قال في مرضه: لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، لم تطعمه النار».
[رواه ابن ماجه وابن حبان من حديث أبي سعيد الخدري وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة رقم (1390)
فضل الذكر آخر الحياة
* «من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة».
[رواه أبو داود وأحمد من حديث معاذ بن جبل وهو حديث حسن، انظر الإرواء للألباني رقم (687)]
فضل الدعاء للميت
* «من مات له ميت فليدعو له بالخير فإن الملائكة تؤمن على ما يقول».
[رواه مسلم من حديث أم سلمة]
فضل الذكر لمن أصابته مصيبة
* «من أصابته مصيبة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها إلا أخلف الله له، وأجره في مصيبته».
[رواه مسلم من حديث أم سلمة]
* «من مات له ولد ثم احتسب الأجر فله الجنة».
[رواه البخاري من حديث أبي هريرة]
فضل ثناء الناس على الرجل بعد موته
* «من أثنى عليه الناس خيرًا بعد موته وجبت له الجنة».
[متفق عليه من حديث أنس]
فضل الدعاء يوم الجمعة
* «من دعا يوم الجمعة ووافق دعائه ساعة الاستجابة إلا استجاب الله تعالى له».
[متفق عليه من حديث أبي هريرة]
فضل الدعاء عند الصيام
* «من دعا الله وهو صائم لم ترد دعوته».
[رواه أحمد وابن ماجه من حديث أبي هريرة وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة رقم (1797)]
فضل سؤال الشهادة في سبيل الله
* «من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله تعالى منازل الشهداء، وإن مات على فراشه».
[رواه مسلم من حديث سهل بن حنيف]
فضل الدعاء عند القتال
* «من دعا الله عند النداء وعند البأس استجاب الله دعاءه».
[رواه أبو داود وابن حبان من حديث سهل بن سعد وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (3074)]
فضل الذكر عند السفر
* «من قال لأهله أو لأخيه عند سفره: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه إلا حفظهم الله تعالى».
[رواه أحمد وابن ماجه من حديث أبي هريرة وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة رقم (16)]

* «من قال للمسافر: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك إلا حفظه الله».
[رواه النسائي وابن حبان من حديث ابن عمر وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (968)]
فضل الدعاء عند السفر
* «من دعا الله في سفره استجاب الله دعاءه».
[رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود من حديث أبي هريرة وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة رقم (596)]
فضل الذكر عند نزول منزل
* «من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق؛ لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك».
[رواه مسلم من حديث خوله بنت حكيم]
فضل الذكر عند دخول المنزل
* «من دخل منزلاً فقال: بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى ربنا توكلنا، اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج قال الشيطان: لا مبيت لنا الليلة».
[رواه مسلم من حديث جابر]


فضل الذكر بعد الطعام
* «من قال بعد أكله أو شربه: الحمد لله إلا رضي الله تعالى عنه».
[رواه مسلم من حديث أنس]
* «من قال بعد فراغه من طعامه: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه».
[رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد، انظر الإرواء (1989) من حديث معاذ ابن أنس]
فضل السلام وإفشائه
* «من أفشى السلام وأطعم الطعام وصلى والناس نيام؛ دخل الجنة بسلام».
[رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد من حديث عبد الله بن سلام وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة رقم (569)]
* «من قال في سلامه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: حصل على ثلاثون درجة من الأجر».
[رواه البخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة وهو حسن كما قال الألباني في تخريج المشكاة رقم (4644)]

* «من صافح أخاه المسلم إذا لقيه: إلا غفر الله لهما قبل أن يفترقا».
[رواه أبو داود من حديث البراء بن عازب وهو حسن لغيره كما قال الألباني في الأحاديث الصحيحة رقم (525)]
فضل الذكر عند الجماع
* «من أتى أهله فقال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان من رزقتنا ثم قضي بينهما بولد لم يضره شيطان أبدًا».
[متفق عليه من حديث ابن عباس]
فضل الذكر عند القيام من المجلس
* «من قال في مجلس كثر فيه لغطه قبل أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك: إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك».
[رواه النسائي والترمذي من حديث أبي هريرة وهو صحيح كما قال الألباني في صحيح الجامع رقم (6068)]
فضل الذكر عند الغضب
* «من قال عندما يشتد عليه غضبه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ذهب عنه ما يجد».
[متفق عليه من حديث سليمان بن صرد]
* «من كظم غيظه وهو يقدر أن ينفذه: دعاه الله سبحانه وتعالى على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور ما شاء».
[رواه أبو داود والترمذي من حديث معاذ بن أنس وهو حسن بشواهده، انظر صحيح الجامع رقم (6398)]
فضل الذكر عند رؤية مبتلى بمرض أو غيره
* «من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً: لم يصبه ذلك البلاء ما عاش».
[رواه الترمذي من حديث أبي هريرة وهو حديث حسن بشواهده، انظر الأحاديث الصحيحة رقم (602)]
فضل الذكر عند دخول السوق
* «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير؛ كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة».
[رواه الترمذي من حديث ابن عمر وهو حديث حسن، انظر صحيح الجامع (6231)]
فضل الدلالة على الخير والحث عليها
* «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا».
[رواه مسلم من حديث أبي هريرة]
فضل حفظ اللسان
* «من يضمن ما بين لحييه وما بين فرجيه: تُضْمَنُ له الجنة».
[رواه البخاري من حديث سهل بن سعد]
فضل الصدقة
* «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».
[رواه الترمذي من حديث معاذ وهو حسن صحيح، انظر الإرواء (413)]
فضل الرد عن غيبة الأخ المسلم
* «من رد عن عرض أخيه: رد الله تعالى عن وجهه النار يوم القيامة».
[رواه الترمذي من حديث أبي الدرداء وهو صحيح كما قال الألباني في صحيح الجامع رقم (6138)]
فضل الدعاء للأخ في الله في ظهر الغيب
* «من دعا لأخيه في ظهر الغيب: استجاب الله دعوته، وقال له الملك الموكل: ولك بمثله».
[رواه مسلم من حديث أبي الدرداء]

فضل الدعاء
* «من دعا الله بدعوة آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم».
[رواه الترمذي من حديث عبادة بن الصامت وهو حسن كما قال الألباني في صحيح الجامع رقم (5513)]
فضل الاستغفار
* «من قال: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها بالنهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة». [رواه البخاري من حديث شداد بن أوس]
* «من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف».
[رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم، انظر المشكاة رقم (2353)]

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضل مجالس الذكر

احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضل مجالس الذكر



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم . قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ، قال : فيسألهم ربهم ، وهو أعلم منهم ، ما يقول عبادي ؟ قال : تقول : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ، قال : فيقول : هل رأوني ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوك ، قال : فيقول : وكيف لو رأوني ؟ قال : يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ، وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا ، قال : يقول : فما يسألونني ؟ قال : يسألونك الجنة، قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، قال : يقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟ قال : يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا ، وأشد لها طلبا ، وأعظم فيها رغبة ، قال : فمم يتعوذون ؟ قال : يقولون : من النار ، قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، قال : يقول : فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا ، وأشد لها مخافة ، قال : فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم . قال : يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة . قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6408
خلاصة الدرجة: [أورده في صحيحه] وقال : رواه شعبة عن الأعمش ولم يرفعه ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده )
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1455
خلاصة الدرجة: صحيح

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما اجتمع قوم ، على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم : قوموا مغفورا لكم )
الراوي: سهل بن الحنظلية و أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5507
خلاصة الدرجة: صحيح

- خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (يا أيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة ) قالوا وأين رياض الجنة؟ قال مجالس الذكر فاغدوا أو روحوا في ذكر الله وذكروه أنفسكم من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه )

الراوي: جابر المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/335
خلاصة الدرجة: حسن

قال صلى الله عليه وسلم :
-( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7405
خلاصة الدرجة: [صحيح]

خرج معاوية على حلقة في المسجد . فقال : ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله . قال : آلله ! ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا : والله ! ما أجلسنا إلا ذاك . قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم . وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني . وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه . فقال " ما أجلسكم ؟ " قالوا : جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ، ومن به علينا . قال " آلله ! ما أجلسكم إلا ذاك ؟ " قالوا : والله ! ما أجلسنا إلا ذاك . قال ( أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم . ولكنه أتاني جبريل فأخبرني ؛ أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة ) . الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2701
خلاصة الدرجة: صحيح

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور ، على منابر اللؤلؤ ، يغبطهم الناس ، ليسوا بأنبياء ولاشهداء .) قال : فجثا أعرابي على ركبتيه ؛ فقال : يا رسول الله ! حلهم لنا نعرفهم . قال Sad هم المتحابون في الله ، من قبائل شتى ، وبلاد شتى ، يجتمعون على ذكر الله يذكرونه . )الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1509

حديث فى فضل مجالس الذكر

حديث فى فضل مجالس الذكر


(الحديث الأول) أخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -: "يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه" والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر.

(الحديث الثاني) أخرج البزار، والحاكم في المستدرك وصححه عن جابر قال: "خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة قالوا: وأين رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله".

(الحديث الثالث) أخرج مسلم، والحاكم واللفظ له عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة سيارة وفضلاء يلتمسون مجالس الذكر في الأرض فإذا أتوا على مجلس ذكر حف بعضهم بعضاً بأجنحتهم إلى السماء، فيقول الله: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك ويستجيرونك فيقول ما يسألون؟ وهو أعلم، فيقولون: يسألونك الجنة فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا يا رب فيقول: فكيف لو رأوها؟ ثم يقول: ومم يستجيروني؟ وهو أعلم بهم فيقولون: من النار، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها ثم يقول: اشهدوا أني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوني وأجرتهم مما استجاروني فيقولون: ربنا إن فيهم عبداً خطاء جلس إليهم وليس منهم فيقول: وهو أيضاً قد غفرت له هم القوم لا يشقى بهم جليسهم".

( الحديث الرابع) أخرج مسلم، والترمذي عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده".

(الحديث الخامس) أخرج مسلم، والترمذي عن معاوية "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده فقال: إنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة".

(الحديث السادس) أخرج الحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون".

(الحديث السابع) أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي الجوزاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون إنكم مراءون" – مرسل، ووجه الدلالة من هذا والذي قبله أن ذلك إنما يقال عند الجهر دون الإسرار.

(الحديث الثامن) أخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر".

(الحديث التاسع) أخرج بقي بن مخلد عن عبد الله بن عمرو "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه والآخر يعلمون العلم فقال: كلا المجلسين خير وأحدهما أفضل من الآخر".

(الحديث العاشر) أخرج البيهقي عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات".

(الحديث الحادي عشر) أخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الرب تعالى يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: مجالس الذكر في المساجد".

(الحديث الثاني عشر) أخرج البيهقي عن ابن مسعود قال: إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم لله ذاكر؟ فإن قال نعم استبشر ثم قرأ عبد الله (لقد جئتم شيئاً إدّاً تكاد السموات يتفطرن منه) الآية وقال أيسمعون الزور ولا يسمعون الخير.

(الحديث الثالث عشر) أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس في قوله: (فما بكت عليهم السماء والأرض) قال: إن المؤمن إذا مات بكى عليه من الأرض الموضع الذي كان يصلي فيه ويذكر الله فيه، وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي عبيد قال: إن المؤمن إذا مات نادت بقاع الأرض عبد الله المؤمن مات فتبكي عليه الأرض والسماء فيقول الرحمن: ما يبكيكما على عبدي فيقولون: ربنا لم يمش في ناحية منا قط إلا وهو يذكرك. وجه الدلالة من ذلك أن سماع الجبال والأرض للذكر لا يكون إلا عن الجهر به.

(الحديث الرابع عشر) أخرج البزار، والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: عبدي إذا ذكرتني خالياً ذكرتك خالياً وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكثر".

( الحديث الخامس عشر) أخرج البيهقي عن زيد بن أسلم قال: قال ابن الأدرع "انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فمر برجل في المسجد يرفع صوته قلت: يا رسول الله عسى أن يكون هذا مرائياً؟ قال: "لا ولكنه أواه" وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين إنه أواه وذلك أنه كان يذكر الله"، وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله أن رجلاً كان يرفع صوته بالذكر فقال رجل: لو أن هذا خفض من صوته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعه فإنه أواه".

الحديث السادس عشر) أخرج الحاكم عن شداد بن أوس قال: "إنا لعند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: ارفعوا أيديكم فقولوا لا إله إلا الله ففعلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد ثم قال أبشروا فإن الله قد غفر لكم".

(الحديث السابع عشر) أخرج الزار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم فيقول الله تعالى: غشوهم برحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم".

(الحديث الثامن عشر) أخرج الطبراني، وابن جرير عن عبد الرحمن بن سهل ابن حنيف قال: "نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) الآية فخرج يلتمسهم فوجد قوماً يذكرون الله تعالى منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال: الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم"ن أيبشسبي

.

(الحديث التاسع عشر) أخرج الإمام أحمد في الزهد عن ثابت قال: "كان سلمان في عصابة يذكرون الله فمر النبي صلى الله عليه وسلم فكفوا فقال: ما كنتم تقولون؟ قلنا نذكر الله قال إني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها ثم قال: الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم".

(الحديث العشرون) أخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي رزين العقيلي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أدلك على ملاك الأمر الذي تصيب به خيري الدنيا والآخرة؟ قال: بلى، قال: عليك بمجالس الذكر وإذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله".

(الحديث الحادي والعشرون) أخرج ابن أبي الدنيا، والبيهقي والأصبهاني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن أجلس مع قوم يذكرون الله بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس ولأن أجلس مع قوم يذكرون الله بعد العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إليّ من الدنيا وما فيها".

(الحديث الثاني والعشرون) أخرج الشيخان عن ابن عباس قال: إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابن عباس كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته.

(الحديث الثالث والعشرون) أخرج الحاكم عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وبنى به بيتاً في الجنة" وفي بعض طرقه "فنادى".

(الحديث الرابع والعشرون) أخرج أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه، والنسائي وابن ماجه عن السائب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جاءني جبريل فقال: مر أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير".

(الحديث الخامس والعشرون) أخرج المروزي في كتاب العيدين عن مجاهد أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة كانا يأتيان السوق أيام العشر فيكبران لا يأتيان السوق إلا لذلك، وأخرج أيضاً عن عبيد بن عمير قال: كان عمر يكبر في قبته فيكبر أهل المسجد فيكبر أهل السوق حتى ترتج منى تكبيراً، وأخرج أيضاً عن ميمون بن مهران قال: أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهها بالأمواج من كثرتها.

(فصل) إذا تأملت ما أوردنا من الأحاديث عرفت من مجموعها أنه لا كراهة البتة في الجهر بالذكر بل فيه ما يدل على استحبابه إما صريحاً أو التزاماً كما أشرنا إليه، وأما معارضته بحديث "خير الذكر الخفي" فهو نظير معارضه أحاديث الجهر بالقرآن بحديث المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة، وقد جمع النووي بينهما بأن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذي به مصلين أو نيام والجهر أفضل في غير ذلك لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم ويزيد النشاط".

فضائل مجالس الذكر

فضائل مجالس الذكر


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقول عبادي قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله يا رب ما رأوك قال فيقول فكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا قال فيقول فما يسألوني قال يقولون يسألونك الجنة قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال فيقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يتعوذون من النار قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله ما رأوها قال فيقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول أشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم رواه البخاري واللفظ له ومسلم ولفظه قال إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلاء يبتغون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عبادك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك قال فما يسألوني قالوا يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي قالوا لا يا رب قال وكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك قال ومم يستجيروني قالوا من نارك يا رب قال وهل رأوا ناري قالوا لا يا رب قال فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك قال فيقول قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا قال يقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم قال فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم

وعن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا قال آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا آلله ما أجلسنا إلا ذلك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبرائيل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة رواه مسلم والترمذي والنسائي

ورواه الطبراني عن سهل ابن الحنظلية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل فيه فيقومون حتى يقال لهم قوموا قد غفر الله لكم وبدلت سيئاتكم حسنات

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قلت يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر قال غنيمة مجالس الذكر الجنة رواه أحمد بإسناد حسن

وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل قيل يا رسول الله من هم قال هم جماع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه رواه الطبراني وإسناده مقارب لا بأس به

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء قال فجثا أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله حلهم لنا نعرفهم قال هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه رواه الطبراني بإسناد حسن

وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده رواه مسلم والترمذي وابن ماجه

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة قال حلق الذكر رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن

وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا الله عز وجل فيه ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب رواه أحمد بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

Sabtu, 15 Disember 2012

الكلمات النقشبندية

الكلمات النقشبندية




 الطريقة النقشبندية مبنية على العمل باحدى عشرة كلمة وقاعدة صوفية استمدت من التجربة السلوكية لمشايخ الطريقة ثمان منها مأثورة عن الشيخ عبد الخالق الغجدواني ( 575 هـ) وثلاث منها مأثورة عن الشيخ الاكبر محمد بهاء الدين النقشبند ( 717 ـ 791 هـ). و قد علم ان النقشبندية اسست على القلب، والذكر هو التأمل هو في اسمه تعالى حتى يبدأ القلب وكل الجسد بالذكروثمرته تطهير القلب من الرذائل ودوام الحضور. والحقيقة ان المقصود هو المذكور والقرب من الحق والذكر وسيلة للقرب وحين يتجلى نور الله في القلب ويتحقق الحضور لا يبقى الذكر اذ يكون المذكور حاضرا وهذا القرب كما قلنا ليس بقرب الذات من الذات وليس بقرب الجسد من ذات الله سبحانه بل بقرب الباطن من نور الله سبحانه وهذا القرب يدرك بعين القلب لا بعين الراس أي بالبصيرة لا بالبصر. و كما قلنا ان المثال على ذلك هو الرؤية في المنام . فبأي عين نرى في المنام ؟ وبذلك نقرب المعنى في نفوسنا. وهذه الكلمات هي

1 ـ اليقظة عند النفس
2 ـ النظر الى القدم

3 ـ السفر في الوطن

4 ـ الخلوة في الجلوة

5 ـ الذكر الدائم

6 ـ العودة من الذكر الى الذات
7 ـ حراسة القلب من الغفلات والخواطر او الحضور الدائم
8 ـ حفظ اثار الذكر في القلب
9 ـ الوقوف الزماني
10 ـ الوقوف العددي
11 ـ الوقوف القلبي

1 ـ اليقظة عند النفس : " هوش دردم " حفظ الأنفاس
ومعنا حفظ النفس عن الغفلة عند دخوله وخروجه وبينهما ليكون قلبه حاضرا مع الله في جميع الانفاس فلا تتوزع خيالاته على امور دنيوية . قال النقشبند : إن عمل السالك متعلق بنفسه، فعليه أن يعلم فيما اذ أمر نفسه مع الحضور او مع الغفلة لكي يبقى السالك في الذكر ولايتوزع باله على الماضي او المستقبل في حال الغفلة. قال الشيخ عبيد الله الاحرار 809 ـ 895 هـ وهو احد كبار النقشبندية : اهم عمل في الطريقة النقشبندية هو مراقبة النفس حتى لايخرج في الغفلة ، ومن لم يفكر فيها يقال له انه ( فقد نفسه ) . وقال الشيخ سعد الدين الكاشغري وهو معاصر الشيخ عبيدالله : معنى اليقظة عند النفس هو ان لايغفل السالك من نفس الى نفس وان يتنفس مع الحضور وان لايخلو النفس عن الحق . وباختصار تعنى هذه الكلمة عند رجال الطريقة النقشبندية اليقظة والدقة والفكر عند التنفس وهو درجة من درجات الطريقة واذا اضاع السالك نفسا له فكأنه ارتكب ذنبا، ان ضياع النفس هو ضرر له

2 ـ النظر الى القدم : " نظر بر قدم " حفظ النَّظَرات
يرى البعض ان معناه : على الصوفي في حال مشيه في الطريق ان يكون نظره مركزا على موضع قدمه حتى لايتوزع باله وعقله على انحاء كثيرة ، وحتى يكون عقله وفكره مع الله فلا يغتر بجمال ومتاع الدنيا وهذا عمل محمود ولكن الامام الرباني يقول : النظرعلى القدم هي حال"السفر في الوطن" وهما معنويان والمقصود بهذه الكلمة : هو ان السالك قبل ان يسير من مقام الى مقام أعلى عليه أن ينظر بعين البصيرة الى هذا المقام قبل أن يخطوعلى قدمه المعنوي. وفي مبحث الدوائر اشرنا الى ان المسيرة بالقدم تصل الى نهاية مقامات الحقائق واخرها حقيقة الصلاة ثم تبدا الرحلة النظرية . وقال الامام الرباني، إن السير النظري كالاستطلاع للسير على القدم لعروج المقامات وقبل ان يخطو بقدمه الى المقام الجديد فعليه ان يتحقق فيه ويعرف مكانه، فيخطو الى المقام الجديد ، ويقال لهذا التحقق في المقام الجديد" النظر الى القدم " لذلك يشبه حالة السفر في الوطن
ذلك ان النظرعلى القدم يعنى الرحلة من مقام الى مقام وهي نفس معنى السفر في الوطن . والتحقق في موضع القدم في حال السفر يعني النظر على القدم وهو تبصيرالسالك بدرجته ومنزلته في مستقبله . وبعد مرحلة الرحلة على القدم تبدا مرحلة نظر السالك ، والسالك يرى المقامات الكبرى بالنظر فقط. يقول فخر الدين الكاشفي في الرشحات : النظرعلى القدم يشيرالى مدى تقدم السالك في مسلك التصوف للعروج الى مقامات الوجود ، وتجاوزعقدة الانانية. وله كتاب مهم موسوم بـ ( الاصول النقشبندية) محفوظ في المكتبة الوطنية الفرنسية.

3 ـ السفر في الوطن : " سفر در وطن " حفظ الأخلاق وله معان:
المعنى الاول :
لانشك في ان السفر بالمعنى المعروف مفيد لرفد الخبرة وتوسعة الادراك ، والسير في الارض يورث العبرة في النظر الى المخلوقات، ويوجه أبصار الانسان الى عظمة خالقه. فالسفر باعث للتفكر وقد مدح الله سبحانه المتفكرين في خلق السموات والارض وقرنهم بالذاكرين قال تعالى" الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض" آل عمران 191 ثم مدح السائحين في الارض وقرنهم بالتائبين العابدين . فقال سبحانه" التائبون العابدوين الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله " التوبة 112 وفي سورة التحريم" تائبات عابدات سائحات ". وفي القرآن الكريم عناية خاصة بالسائرين في الارض للاعتبار بما جرى على الارض عقابا للمعتدين، أو دلالة على التغيرات في امورالحياة . يقول سبحانه في اربعة مواضع من القرآن الكريم" أفلم يسيروا في الارض  . وفي ثلاثة مواضع قل سيروا في الارض وفي موضعين أو لم يسيروا في الارض
وهي حث للمسلمين على السفر وعلى التجول في الارض ليزداد إيمانهم بالله سبحانه. الا يعنى ذلك ان اساس هذه القاعدة الصوفية النقشبندية هو الخلق الاسلامي
القرآني ؟؟

   المعنى الثاني :
هو البحث عن المرشد الصالح فقد أوصى كبار المشايخ بسفر المريدين للبحث عن مرشد كامل ولكنهم قالوا فعند ذلك على السالك أن يطيع كل مايأمر به المرشد وان رحلة مولانا خالد النقشبندي من العراق الى الشام والحجاز، ومن الحجازالى كردستان ومنها الى ايران والافغان وكابل وقندهار الى ان يصل الى حضرة الشيخ عبد الله الدهلوي ويحظى بامنيته في حضرة هذا المرشد الكامل تعتبر من الرحلات الصوفية المهمة في هذا المجال وكذلك رحلة الامام الغزالي من طوس الى بغداد ومنها الى الشام والحجاز للبحث عن مرشد مثال اخر لهذه الرحلات .

المعنى الثالث:
وهو المعنى المعنوي في المصطلح النقشبندي: يقول النقشبنديون ان المعنى المعنوي لهذه الكلمة عبارة عن محاولة السالك للانتقال من الصفات البشرية الخسيسة الى
الصفات الملكية الفاضلة وهو سفر من عالم الخلق الى الحق وهو ابتعاد عن مغريات الدنيا والتقرب من مالك الدارين وهو سفر من حال ومقام الى حال ومقام احسن و اعل

4 ـ الخلوة في الجلوة : "خلوت در انجمن " 
حفظ الخلوة ومعناه ان جسده مع الخلق وقلبه مع ربه


 والخلوة نوعان :
خلوة مادية ، وهي عبارة عن انتقال السالك الى زاوية معزولة للتعبد والتأمل وهذه نافعة للسالك لضبط حواسه وامكان التركيز على قلبه والانهماك في حال قلبه ومن المعلوم انه كلما استطاع تعطيل الصفات الخارجية من العمل تزداد الصفات الباطنية نشاطاوعملا وبهذا يقرب من عالم الملكوت بشكل احسن.

 والنوع الثاني :
خلوة القلب بحيث لا يغفل عن ذكر ربه حتى اذا كان مع الناس ومشغولا بالكسب والذهاب والاياب فيبقى قلبه ذاكرا ولايغفل عن ربه قال تعالى "رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله" النور37 والمقصود هنا المعنى الثاني . قال الشيخ محمد امين الكردي في كتابه تنويرالقلوب" فمعناه ان يكون قلب السالك حاضرا مع الحق في الاحوال كلها غائبا عن الخلق مع كونه بين الناس" . ويستحسن معظم كبار علماء التصوف ان يبقى قريبا من الناس ، عاملا بالكسب الحلال بعد ان يستقر السالك ويتقدم في سلوكه . قال الشيخ ابو سعيد الخراز المتوفى 279 هـ: ليس الكامل من صدر عنه انواع الكرامات وانما الكامل الذي يقعد بين الخلق يبيع ويشتري معهم ويتزوج ويختلط بالناس ولا يغفل عن الله لحظة واحدة .ويقولون ( الصوفي كائن بائن ) اي بالظاهر والجسم كائن مع الخلق والباطن والقلب بائن عنهم. قال الامام الرباني الخلوة في الجلوة فرع للسفر في الوطن ذلك انه متى يتيسر السفر في الوطن يسافر في خلوة الوطن ايضا في نفس الجلوة ولاتتطرق تفرقة الافاق الى حجرة الانفس . وقال : هذا العمل في البداية صعب ولكنه سرعان مايسهل وقال: هذه الموهبة في طريقتنا للمتبدئين اما في الطرق الاخرى فهي للمنتهين. ذلك انها تحصل في السير في الانفس وهي بداية الطريقة النقشبندية والسير الافاقي يحصل مع السير في الانفس والسالكون من الطرق الاخرى عليهم ان يكملوا السير الافاقي ثم يبدأوا بالسير في الانفس. وللتوضيح اقول : أن السير الافاقي هو سير في عالم المادة وفي عالم الخلق. إما السير في الانفس فهو عبور المقامات القلبية الباطنية وتسمى اللطائف وهي من عالم الامر ، والاسرار والانوار التي تكشف خارج القلب هي من عالم الخلق اي الافاقي وماتكشف في القلب وترى فهي للانفس وعالم الامر . والتحلي بهذه الصفات والقدرة على تحقيق هذه الاعمال هي من مواهب هؤلاء السالكين الذين ملكوا هذه الدرجات بما قدموا من الذكر والعبودية والصدق والمجاهدة .

5 ـ الذكر الدائم( يادكرد ) حفظ الذِّكر:
والذكر بالمعنى العام الذي يشمل ذكر اسم الجلالة والتأمل ، والصلاة وقراءة القرآن الكريم والدعاء هو اساس السلوك الصوفي ، والغالب الشائع من معانية هو ذكر اسم الجلالة "الله" والتأمل . والذكر قد يكون جهرا وقد يكون سرا والسلوك النقشبندي يعتمد الذكر السري وله صورتان : ذكر "الله" عز وجل ، و النفي والاثبات "لااله الا الله" وفي الحديث الشريف (افضل ما قلت انا و النبيون من قبلي ، لااله الا الله ) وهذه الطريقة كانت تسمى الطريقة الخواجية ، باسم مرشدها الاكبر المعروف بخواجه عبد الخالق الغجدواني، وهو الذي اسس الذكر السري في الطريقة النقشبندية وروجه وابتكر هذه النصائح التي نحن بصدد بيانها، وقد ظل الذكرالجهري معمولا به بجانب الذكر الخفي عند السالك الى عهد الشيخ محمد بهاء الدين النقشبندي وهو رئيس الطريقة النقشبندية اذ قرر ان الطريقة هي الذكر القلبي لا غير، واضاف ثلاث نصائح اخرى الى كلمات الغجدواني وهي : الوقوف القلبي والوقوف العددي والوقوف الزماني فاصبحت (11) كلمة او نصيحة. والمقصود بالذكر هنا هو مداومة الذكر والتذكر، والفائدة في الذكر القلبي انه لايحتاج الى صوت او حرف اي القول باللسان فيستطيع ان يذكرالسالك حتى في خضم العمل ولكن الذكر اللساني لايتحقق في حال العمل ولاسيما في حال الكلام مع الناس. وهذا الذكر القلبي يتطلب المداومة حتى يتحقق للذاكر السالك الحضور الدائم مع المذكور وهو الله سبحانه وهدفه هو هذا الحضور وحينذاك يدرك السالك بحسه الباطني وبعين بصيرته أنه حاضر امام ربه ويرى البركات وهي حالة المشاهدة. وقد ذكرنا ان منهم من يذكر الله في يوم واحد (25) الف مرة واقل الذكر بالنسبة للمبتدئين(5) الاف مرة، وبعد ان يبلغ مرحلة الحضور لا يبقى للعدد مفهوم وكذلك الذكراللساني ذلك ان المذكور، وهو الله قد احاط بقلبه والسالك يقطع المقامات .

6 ـ العودة من الذكر الى الذات " بازكشت " حفظ الطَّلب:
ومعناها رجوع الذاكر من النفي والاثبات "لااله الاالله" بعد اطلاق نفسه الى المناجاة بهذه الكلمة الشريفة باللسان او بالقلب "الهي انت مقصودي ورضاك مطلوبي" وذلك لطرد كل الخيالات من قلبه حتى يفنى من نظره وجود جميع الخلق .


7 ـ حراسة القلب من الغفلات او الحضور الدائم ." نكاه داشت " حفظ الخواطر:
ومعناه ان يحفظ المريد قلبه من دخول الخواطر ولو لحظة فان خطرعلى قلبه شيء حق ام باطلا فعليه يوقف ذكره حتى ينتهي من طرد الخواطرفيبدا بالذكر من جديد . وجاء في كتاب( مناهج السير) للسيد ابي الحسن زيدالمجددي الفاروقي مطبوع في دلهي 1957 : ان هذا التوقف معناه انه على السالك ان يحافظ على الثمار من البركات التي حصل عليها بمداومة الذكر اوعلى درجة الحضور والمشاهدة التي حصل عليها باستقامته على الذكر فلا يسمح بتسلل الخطرات الى قلبه. وفي كتاب رشحات عين الحياة ( المطبوع 1912 في كانبيرا) ينقل فخرالدين على الكاشفي عن سعد الدين الكاشغري : على السالك أن يتمرن ساعة او ساعتين او ثلاث ساعات يوميا حسب طاقته على حبس ذهنه وفكره القلبي بحيث لا يخطر في قلبه شيء ولايبقى في قلبه غير الله سبحانه ويرى بعضهم ان التوقف خاص بذكر النفي والاثبات ( لا اله الا الله) وهو ان يرسخ معنى الذكر في قلبه ويحبسه لكي يدوم المعنى وهو انه "لا اله الا الله" فان لم يستطع فلا يحصل له الحضور القلبي. وان هذه المحاولة كما يبدو تهدف الى دوام الحضور، ذلك ان حضور القلب وحفظ الباطن عن كل الخطرات والخيالات من اهم مقاصد الصوفية يرعاها المتصوفون، وهي درجة من درجات التصوف . وللمشايخ اقوال ونصائح عديدة في هذا المجال . ويجب ان نعلم بانه ليس المقصود ان لايمراي خاطر في القلب ولكن معناه هو ان لايستقر ويكون كالاوراق التي تمر سريعا على الماء الجاري ولاتتوقف. وفي كتاب الحدائق الوردية للسيد عبد المجيد الخاني رواية عن علاء الدين العطار يقول "ان منع الخطرات والخيالات عن التسلل الى القلب صعب وشاق ولكن عليكم العمل على طردها وعدم ابقائها" . وقال: اني حرست قلبي عشرين سنة من الخطرات والخيالات ومع ذلك تسللت الى قلبي بعد كل هذه المدة ولكنها لم تستقر .

8 ـ المشاهدة " ياد داشت " حفظ الحُضور:
التوجه الخاص لمشاهدة انوار الذات ، وتسمى ايضا عين اليقين، والشهود. قال الشيخ محمد امين الكردي : هي كناية عن حضورالقلب مع الله تعالى على الدوام في كل حال من غير تكلف ولامجاهدة وهذا الحضور في الحقيقة لايتيسر الا بعد طي مقامات الجذبة وقطع منازل السلوك. وقال ايضا: والحق انه لايستقيم الا بعد الفناء التام والبقاء السابغ فالمشاهدة " يادداشت" هي ثمرة عمل السالك وهي عبارة عن حال المريد بعد الوصول الى غايته وقد تكون ثمرة الذكر او المراقبة او مساعدة المرشد ، ويصلها السالك بعد قطع كل الحواجز. قال الشيخ عبيدالله الاحرار: تعني هذه الكلمة " المشاهدة ياددايت" مشاهدة الحق بالحب الذاتي ، وهو حضورلاغياب فيه، يغطي الحب السالك بصورة دائمة وقيل ايضا( يادكرد) هو الدوام على الذكر و"الرجوع" بمعنى انه بعد اي توقف من الذكر يعود السالك الى قلبه ليقول: ( الهي انت مقصودي ورضاك مطلوبي) و"التوقف" ( حراسة القلب ) هي حراسة هذه الحالة دون ان يذكر شيئا. فالمشاهدة هي دوام حراسة هذه الحالة والمحافظة على الحضور. اما الكلمات الثلاث التي اضافها الشيخ النقشبند الى القواعد الثماني فهي :

9 ـ الوقوف الزماني :
وهو المحاسبة القلبية ومعناه انه ينبغي على السالك بعد مضي كل ساعتين او ثلاث ان يلتفت الى حال نفسه كيف كان في هاتين الساعتين او الثلاث فان كانت حالة الحضور مع الله تعالى شكر الله تعالى على هذا التوفيق وان كانت حالة الغفلة استغفر منها واناب.
وجاء في كتاب الرشحات ان الشيخ بهاء الدين النقشبند قال : الوقوف الزماني هو ان يكون السالك واعيا لحاله عارفا بما هو فيه هل يستحق الشكر عليه او يجب عليه الاعتذار فان كان حسنا شكر الله عليه وان كان غير ذلك اعتذر قال مولانا يعقوب الجرخي هو احد المريدين الكبار للشيخ النقشبند : ان الشيخ محمد بهاء الدين النقشبند كان ينصح السالك الذي ابتلي بحال القبض بالاستغفار وينصح السالك الذي اسعده الله بحال البسط بان يشكر الله سبحانه . فالوقوف الزمني هو مراقبة الحالين القبض والبسط ويفهم ايضا ان حالة البسط اساسها اليقظة وحالة القبض اساسها الغفلة .

10 ـ الوقوف العددي:
وهوالمحافظة علىعدد الوترفي النفي والاثبات ثلاثا او خمسا "لاا اله الا الله" ومنهم من يستطيع الذكر (21) مرة بنفس واحد ، فهذه المراقبة العددية تسمى الوقوف العددي فالسالك واقف متيقظ بضبط نفسه على الذكر بالوتر وهذا الذكربالقلب وبالباطن وكذلك عده بالقلب وبالباطن وليس باللسان ولهذا الوقوف ثمرة معنوية كبيرة وقد جربه المشايخ والمريدون وهو من بديهيات الطريقة. قال الشيخ عبدالرحمن الجامي (817 ـ 898 هـ) وهو مؤلف نفحات الانس) في رسالته النورية وهي مخطوطة في دار الكتب المصرية : حكمة الوقوف العددي هي معرفة السالك متى وفي اي عدد من الذكر تحصل له ثمرته؟ فان بلغ ( 21) مرة ولم يشعر بالثمرة المعنوية فان علامة واضحة لنقصان شروطه وانه يراقب العدد ليعرف فيما اذ حصلت له البركة ام لا .... فان لم تحصل البركة من ( 21) مرة فعليه ان يبحث عن سر نقص عمله. قال الشيخ النقشبند :ان هذا الوقوف العددي هدفه ضبط فكر السالك وعقله لكي لايشتط ويذهب الى هناك او هنا. قال علاء الدين العطار
ليس المهم من الثمرة كثرة الذكر بل المهم هو التيقظ والمراقبة ويتحقق في الوقوف الزمني والعددي .

11 ـ الوقوف القلبي:
قال الشيخ عبدالله الدهلوي : انه عبارة عن تنبه السالك لحال قلبه بمراقبته ومحاولة الاطلاع على انه ذاكر ام لا وعليه ان يتوجه بقلبه الى ذاته سبحانه دون ان يتصور القلب ، او الاسم . فالوقوف القلبي هو حراسة القلب لكي يذكر الله دائما ولايغفل عنه ويكون القصد من الذكر ، ( المذكور) لا الكلمة وينتظر السالك البركة متوجها الى السماء ومع ان الله سبحانه في كل مكان فان السماء بالاعتبار الانساني هي مركز العلو والبركة. ويرى الشيخ محمد بهاء الدين النقشبند: ان الوقوف القلبي افضل من الوقوف الزماني والوقوف العددي ، ذلك انه مع اهمية الوقوفين الزمني والعددي لاستحصال البركات فان فقد انهما لايؤثر في السلوك الصوفي ، ولكن الوقوف القلبي ضروري فان فقده السالك الذاكر واصبح ذكره مجرد حركة اللسان اوالقلب دون الوعي فانه لا يحصل على شيء.

Jumaat, 14 Disember 2012

القلب هو بيت الله

القلب هو بيت الله
  بسم الله الرحمن الرحيم
 وبه نستعين علي أمور الدنيا والدين
 أما بعد

 قال المولي عزوجل ماوسعني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن. فالقلب هو بيت الله وبما أن الانسان عالم صغير مسلوخ من العالم الكبير فالقلب يماثله في هذا العالم الكعبة بيت الله الحرام. فأي شي في القلب يعبد فلا يجوز لأي أحد ان يجعل في قلبه غير الله وقد ابتلي المولي عزوجل انبيائه عندما ادخلو في قلوبهم غيره وابتلاء الأنبياء تشريع لأنهم معصومين من الخطأ فمثلا الخليل عليه السلام عندما أحب ابنه اسماعيل. وادخله في قلبه ابتلاه ربه برؤية الذبح وكذلك سيدنا يعقوب مع ابنه يوسف ابتلاه ربه بإبعاده عنه وكذلك سيدنا النبي محمد صلي الله عليه وسلم عند ما أحب السيدة عائشة وادخلها قلبه ابتلاه ربه بحادث الإفك

مفهوم الرابطة النقشبندية

مفهوم الرابطة النقشبندية

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وذريته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين

وبعد ؛
أحببت ان انقل وأبين مفهوم الرابطة النقشبندية حسب ما جاء في اكثر من رسالة لخالي حضرة الشيخ محمد عثمان سراج الدين الثاني الحسيني النعيمي النقشبندي قدس سره، والموجهة الى الأحبة والمريدين ، وقد جمعتها في رسالة واحدة للخروج بقناعة وفهم حقيقي وسليم للوصول الى ثمرة الرابطة النقشبندية . وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا وقدوتنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على جوهر حقيقة العرفان والعبودية , ومنبع أنوار وأسرار دوائر الطرائق العلية , سر الموجود بين الصانع والموجود , سيدنا ومولانا محمد , الموعود بالحوض المورود والمقام المحمود , وعلى آله وأصحابه التابعين له في طريق المقصود رضاء للملك المعبود . وبعد
 
فإن أخا عزيزا محبوبا من بعيد طلب من الفقير رسالة حول التمسك والرابطة للمبتدئين على الطريقة للاطلاع ودفع بعض الإشكال , وترضية لخاطره , واستفادة للمبتدئين , أحرر هذه الأسطر لتكون في أول الطريق دليلهم , وان شاء الله وبلطفه وإمداد أرواح الأكابر يفتح باب الفيوضات الربانية على قلوبهم ولطائفهم حتى يخرجوا من التقليد المحض , ويحصل لهم نوع مناسب من الإدراك ألشهودي والإحساس القلبي , ويكونوا أهلا لنوع من آداب السلوك , وهناك حسب الأمر والإشارة فإن المرشد يرتب جهدا وسعيا آخر , حتى لا يظن أشخاص غير عالمين ان السير والسلوك وآداب الطريقة هو هذا فقط . ومن المفيد أن يقال لهم : انتبهوا , فهذا الدستور للمبتدئ , وعمل المتوسط والمنتهي نوع آخر ....

والمبتدئ يشاهد أحيانا بواسطة الرابطة وترسيخ العلاقة النسبية أحوالا ومشاهدات ينبغي ان لا يغتر بها , ولا يتخيل ان طريق المعرفة هي هذه الأحوال فقط فينحرف بها عن الصراط المستقيم والنيل بالمقصود (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) الزخرف ( 37,36) . والمبتدئ ليس على مستوى واحد من الاستعداد الفطري والجهد والسعي , ويدل على ذلك قوله تعالى : (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) نوح 14 , ويشهد عليه الأثر المعروف : الطريق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق , وليس معناه في سبيل العبادة ومعرفة الحق ان يتخذ كل فرد طريقا ومنهجا من عند نفسه لأنه لو اتخذ كل شخص إلهه هواه ودار على دائرة أوهامه وأهمل منهج الشريعة وحقيقة الطريقة فلا يطول الوقت به حتى ينحرف عن جادة الشريعة الغراء , ومن الواضح ان جهاد كل الطرائق وتحمل أنواع الشدائد والزحمات والرياضات من أجل سلوك هذه الشريعة الغراء وإتباعها , فهو في غير هذه الحالة اما منحرف أو متخلف . لكن المقصود من تعدد الطرائق بمقدار أنفاس الخلائق : أي بحسب استعدادهم الفطري ومراتبهم ودرجاتهم ومجاهداتهم خالصا لوجه الله ورضائه . ولذلك بصرف الهمة والغيرة المخلصة في سبيل تنقية النفس من الرذائل البشرية والأخلاق غير المرضية واكتساب الصفات الحسنة والتخلق بسنن حضرة خير البرية عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأزكى التحية . كما أنه عن طريق الدرس والتعليم والفهم والتفهيم وقد جاء في الخبر : كلم الناس على قدر عقولهم , وفي رواية : نحن معشر الأنبياء نكلم الناس على قدر عقولهم . ونقول بكل ثقة وعلى قدر وسعة ظروفهم واستعدادهم ومجاهدتهم وتفكرهم وعدم غفلتهم ودرجات توكلهم , ونظم طبيب لبيب لا يخلط وظيفة المبتدئ مع المتوسط والمنتهي , لأن اشتغال الدارس لكتاب "تهذيب الكلام" ـ كتاب يقرأه الطالب المنتهي في علم الكلام ـ بألف باء أو الكتب الأولية , أو اشتغال المبتدئ بما هو خارج عن محيط ذهنه واستعداده هو تضييع للعلم والوقت والجهد , ولا بد ان نعلم بأن العلم والتعليم والسير والسلوك للمتنسكين السالكين في الطرق العلية يشبه ركوب البحر العميق والمحيط بلا قعر , فالعوم والسباحة فيه لغير أهله ولا على أساس سفينة الشريعة لا يؤدي إلا إلى الهلاك واليأس والحرمان . ومن يريد ان يكون موفقا ويستفاض عليه النور فعليه أولا ان يكون تحت نظر مرشد كامل ليجني الدرر المتلألئة من هذا البحر الزاخر ومن قعره العميق . وكما ان للذكر في الطريقة النقشبندية آدابها فللرابطة أيضا آدابها وبمفاد ومضمون الحديث الشريف : أكثروا ذكر هادم اللذات ـ الموت ـ فإنه ما من قليل إلا كثره وما من كثير إلا قلله . ولمدة خمسة دقائق إلى عشرة يشتغل برابطة القبر والموت ـ لأن التفكر في الموت يجرد المرء عن العلائق المادية والرذائل ويهيئ لتلقي الفيض والاستعداد القلبي ـ وذكر الموت دواء لأمراض النفس ـ وبعد ذلك يبدأ بالرابطة وهي ان تحضر أمام قلبك روح المرشد وتفتح قلبك وهو أسفل الثدي الأيسر وتجعله مثل آنية كبيرة نظيفة أمام فيوضاته وتعلم ان روح حضرة الرسول صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم حاضر في صدر المرشد وبجهة أعلى وتتصور هطول الأنوار والفيوضات الربانية من بحر رحمة الحق جل جلاله وعم نواله , على روح صاحب الفتوحات حضرة الخاتم صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم , وتنزل عليه وهو الواسطة العظمى بين الخالق والمخلوق قبل كل واسطة ووسيلة , ومن قلبه المبارك إلى قلب المرشد ومنه إليه ـ شخص المريد ـ لاكتساب المحبة الإلهية في قلبه . وليكن معلوما هذا التصور والانتظار يجب ان يكون فقط مع مجرد روح المرشد لا مع غيره وان لا يتصور الصورة الظاهرية ويحسب انه لم يرَ صورته قط لأن تعامل العظماء والأكابر مع الروح فقط لا مع الأجسام . وحسب القاعدة وآداب الطريقة يكون الشخص أثناء الرابطة مغمض العينين حتى يكون حضوره أتم وأكمل . وإذا رأى أثناء الرابطة أشكالاً وألوانا بنظر خياله فليوجه ملكة الرابطة إليها ويستمد منه أن يدفع هذا المشهود وإذا لم تمحَ بواسطة الرابطة فلا يشغل فكره بها ولا يبالي بوجودها , ويداوم على شغله وانتظاره كما في السابق , وإذا ظهرت صورة المثال لصاحب الرابطة ـ يعني المرشد ـ بشرط الاشتغال مع الروح المجرد لا مع الصورة فلا بأس وان قيل كيف يتصور إحضار ملكة الرابطة بدون تصوير وتجسيم وتخيل صاحب الرابطة , نقول : ان هذا له مثال لون ورائحة الأزهار من أغصان وأوراق الأزهار نفسها أو إحساس ضوء الشمس من كوة داخل الغرفة محسوس ومتصور يتميز بعضها عن بعض وليس له وجود خارجي بمعنى وجود قائم بنفسه أو بعبارة أوضح : ان كل فرد يصدق ويذعن إذعانا كاملا بوجود روحه وهو متعلق بجميع ذرات وجوده في بدنه , ومع هذا ـ نظر غير أهل البصيرة ـ فإن تصور حقيقة الروح ليس ممكنا , وإن الأجسام اللطيفة مثل الجن والملك والهواء وغيرها موجودة ووجودها الخارجي قائم بذاته وتصوير أشكالها أو اختراع صورها خارج عن قوة خيالنا , والمهم أن المبتدئ عليه أن يشتغل بهذا الترتيب في إحضار ملكة الرابطة ويداوم عليه وكما قيل : ان هذا السؤال والجواب لأشخاص حديثي عهد بالطريقة والقادمين لأول مرة ويجب ان يدخل بصدق النية وتسليم كامل ولا يدع للخيال الباطل والتصور الفاسد أن يتسرب إلى ذهنه فيشوش عليه حاله لأنه رقيق جدا , وإلا فبعد مدة وجيزة من الدوام على هذا النحو يظهر عليه حسب استعداده وسعيه وضع شهودي ان شاء الله ويتحرر عن التقليد والتصور المحض ويظهر له بجلاء عالم آخر ووضع جديد وحالة وجدانية لم يكن يحس بها من قبل , ويعلم انه يوجد ما وراء عالم المادة والمشاهدة عالم آخر وهو عالم المجردات وإدراك حقائق الأشياء وحقيقة معرفة الله تعالى إلى حدود الطاقة البشرية وفي غير هذا العالم عالم التصوف غير ممكن ولا يمكن الخروج عن دائرة التقليد ولو كان أرسطو زمانه .
 
ان هذا الترتيب في أول جلسة الرابطة وليس من الواجب أن يتخيل في كل لحظة ان ملكة الرابطة باقية في مكانها او لا أو أن الفيوضات الواردة من النبع إلى قلبه باقية بحالها أو لا , وكمثال على ذلك أن البستاني أو المزارع وقت السقي والإرواء يأخذ من النهر أو العين المعينة مقدارا لازما من الماء يلاحظه ويرعاه إلى ان يصل إلى البستان او الحقل وبعد وصول الماء لا يراجع إلى المنبع كل لحظة بل يشتغل بالسقي والإرواء وليحذر أن يجلب لنفسه خواطر ما يوجب تشويش الخاطر ولو ظهرت أثناء الرابطة أمور خيالية وتفكرات واهمة وشغلته عن انتظار الواردات فلينتبه وليرجع إلى الرابطة وهذا كاف وكلما كان مرتبطا وفكره مع الرابطة فالرابطة لا تدعه يتيه ويضل , وهو معذور في خيالات لا تنقطع حتى في الصلاة , ومعلوم انه كلما كان الاشتغال بالرابطة أكثر كان النفع أزيد وأقوم . وإذا أراد المرء ان يشتغل بالذكر القلبي فليدع الرابطة ويتفرغ للذكر القلبي ولا يمزج بينهما. وهذا كافي للمبتدىء والبقية محولة إلى لطف الله وتوفيقه الخاص (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) النجم 39 .

فمصدر الرابطة على الحقيقة مأخوذ من أمره تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة 119 , فهذا الأمر الإلهي ليس بعبث ولو لم يكن في كينونتنا مع الصادقين فائدة لنا ولقلوبنا ولتطهير النفوس من أرجاس الفسق والكفر والعناد لما أمرنا الله به , ولكان الأمر فقط بعمل الواجبات الشرعية وترك المنهيات , فلماذا إذاً أمر بأن نكون مع الصادقين , هل هو للتسلية بالتحدث والقصص واللهو ؟ كلا , بل لاكتساب البركات المعنوية التي تسري من قلب الإنسان الكامل الصالح المقرب من الحق تبارك وتعالى إلى قلب جليسه ومحبه ومريده الذي يحبه ويعتقده لمحض وجه الله تعالى واليه الاشارة في الحديث الصحيح الشريف بقوله : إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة . ونافخ الكير ـ اي الحداد الذي يوقد الفحم لتحمية الحديد ـ إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا منتنة . ولنرجع إلى الآية ونفكر كيف يمكن لأنسان ان يكون مع الصادقين اذا كان هو في غرب الأرض وكانوا هم في شرقها , فكيف يمكنه تطبيق أمر الآية , والحال أن الكينونة الجسمية معهم في كل وقت متعذرة ؟ فإذن تعين أن يكون المؤمن معهم بقلبه ومؤيدا لمبادئهم منفذا لأمر الله في هذه الآية ليستفيد ببركة هذه المعية تنوير باطنه وانتقاله من حالة الظلمانية إلى حالة النورانية والطمأنينة القلبية , وهذا هو ما يأمر به مشايخ الطرق العلية عندما يشيرون إلى المريد بعمل الرابطة الشريفة , فتنبعث نفسه ناشطة لذكر الله تعالى وكسب محبته وتصفية ما علق فيها من أدران الغفلة والعيوب والنقايص في سالف زمانه , فلا يزال ناشطا مجدا ساعياً في كسب المحبة وماشيا على بصيرة وهدى إلى ان تتنور بفضل الله سرائره الباطنية من قلبه وروحه وسره وخفيه وأخفاه فيترقى حينئذ إلى مرتبة النفس المطمئنة فيقال له حينئذ ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ) الشمس 9 .

من كتاب ومضات حق ونفحات صوفية
للعبد الفقير الى رحمة الله تعالى
الشريف محمد أديب العزي النقشبندي

التوجه عند السادة النقشبندية

التوجه عند السادة النقشبندية


 ورد في تفسير روح المعاني للألوسي قال في سورة الجمعة عند قول الله تعالى وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) وذكر بعضهم أن قوله تعالى : { وَيُزَكّيهِمْ } بعد قوله  سبحانه : { يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءاياته } إشارة إلى الإفاضة القلبية بعد الإشارة إلى الإفادة القالية اللسانية ، وقال بحصولها للأولياء المرشدين : فيزكون مريديهم بإفاضة الأنوار على قلوبهم حتى تخلص قلوبهم وتزكو نفوسهم ، وهو سر ما يقال له التوجه عند السادة النقشبندية ، وقالوا : بالرابطة ليتهيأ ببركتها القلب لما يفاض عليه ، ولا أعلم لثبوت ذلك دليلاً يعول عليه عن الشارع الأعظم صلى الله عليه وسلم ، ولا عن خلفائه رضي الله تعالى عنهم ، وكل ما يذكرونه في هذه المسألة ويعدونه دليلاً لا يخلو عن قادح بل أكثر تمسكاتهم فيها تشبه التمسك بحبال القمر ، ولولا خوف الأطناب لذكرتها مع ما فيها ، ومع هذا لا أنكر بركة كل من الأمرين : التوجه . والرابطة ، وقد شاهدت ذلك من فضل الله عز وجل ، وأيضاً لا أدعى الجزم بعدم دليل في نفس الأمر ، وفوق كل ذي علم عليم ، ولعل أول من أرشد إليهما من السادة وجد فيهما ما يعول عليه ، أو يقال : يكفي للعمل بمثل ذلك نحو ما تمسك به بعض أجلة متأخريهم وإن كان للبحث فيه مجال ولأرباب القال في أمره مقال

تعريف الرابطة لغة واصطلاحاً

تعريف الرابطة لغة واصطلاحاً


لغــــــــــة: الرابطة في اللغة هي الصلة والعلاقة الوثيقة . وأصل كلمة الرابطة تأتي من ربط . يربط ربطاً ، رَابِطَة: صِلَة، عَلاَقَة‏ .رَبَطَ: أوْثَقَ، شَدّ‏ . ‏رَبَطَ: وَصَلَ‏ . فيقال ربط بين الشيئين : وصل بينهما وشد وأوثق . فالرابطة بين الشيئين هي الصلة والعلاقة بينهما . فالرابطة بين الشيخ والمريد : الصلة والعلاقة بينهما

إصطلاحا: لقد ورد ذكر الرابطة عند الكثير من علماء التصوف في المراجع والكتب الصوفية : وكلهم ينصب كلامهم في معنى واحد وهو تصور الشيخ واستحضار صورته والاستمداد بهمته

يقول محقق كتاب مكتوبات العارف بالله الشيخ خالد النقشبندي في مقدمته على كتاب المكتوبات ما نصه: (الإنسان لا يخلو من رابطة ما. فمن مرابط لماله ومن مرابط لحرفته ومن مرابط للنساء ومن مرابط لأصحابه وأخدانه إلى غير ذلك ، فالرابطة في إصطلاح الصوفية ليست إلا عبارة عن نفي هذه الروابط عن القلب وصرفه عنها وربطه بالشيخ وتخيله كأنه معه ومن المقرر أن إعمال الفكر في أمر من الأمور ربطه به على سبيل المحبة لاسيما إذا استولت هذه الخطرة على القلب يعمل في نفس الإنسان عمل مزاولة ذلك الأمر فإعماله في الأمور المحمودة محمود وفي الأمور المذمومة مذموم...). فهذه هي الرابطة عند معاشر النقشبندية والصوفية بشكل عام هي نفي جميع هذه الروابط والعلائق عن القلب وصرفه عنها وجمعه على رابطة الشيخ وتخيله كأنه معه ثم بعد ذلك ينفي هذه الرابطة ويجعل قلبه معلقا‌ً بالله شاعراً شعور الرائي بأنه يراه بعد أن صار أهلاً وجديراً بذلك . وهل لو شعر الإنسان قلبيا بأن عليه حافظين كراما كاتبين في كل لحظة يكون قد أشرك؟ ! وهل ما يخطر على بال العبد من صور الملائكة والجن والعرش والتماثيل والأشخاص وغيرها في الصلاة ومختلف العبادات يعتبر شركا؟! خصوصا إذا جاء ذكرها فيما يتلوه من القرآن؟! 

ومما يدل على وقوع استحضار الصورة التي هي أمر ضروري بلا شك ما أخرحه البخاري عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قَالَ فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مَلَإِ بَنِي النَّجَّارِ قَالَ فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِي سُيُوفِهِمْ قَالَ وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفَهُ وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ فَكَانَ يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ

 
ومنه ما أخرجه مسلم عن عمرو بن حريث عن أبيه قال:
 كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَى طَرَفَيْهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ. والرواية عند النسائي: كَأَنِّي أَنْظُرُ السَّاعَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
 
فهذه كلها أدلة تفيد حدوث صورة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وعدم تحرجهم من ذلك

 والرابطة بمعناها العام تشير الى أمر يربط العبد بالله ورسوله وهي بهذا المعنى العام لاتعدو أن تكون وسيلة من الوسائل التي تذكر العبد بالله أو تقربه الى الله سواء كانت فعلاً أو قولاً أو حالاً ، ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد بلفظ [قال رجل يا رسول الله من أولياء الله؟ قال: الذين إذا رؤوا ذكر الله] (16779) وفي رواية [إن من الناس مفاتيح لذكر الله إذا رؤوا ذكر الله] (16780) ووراه أبو يعلى (2437) والطبراني في الكبير (10476) وابن المبارك في الزهد بإسناد صحيح (218) بلفظ [قيل يا رسول الله: أي جلسائنا خير؟ قال: من ذكركم الله رؤيته وزاد في علمكم منطقة وذكركم بالاخرة عمله] . ومن الصورة الواضحة لمصداقية الرابطة الشريفة الطاهرة ما حصل مع سيدنا بلال الحبشي عند سكرات الموت عندما كانت تقول له زوجته واكرباه واحزناه وهو يقول: وا فرحتاه وا طرباه غدا ألقى الأحبة محمدا وصحبه فهل نقول أن سيدنا بلالا أشرك لأنه نسي الله في هذا المقام إنه لشيء عجاب!!

وبمعناها الخاص هي استحضار صورة ذهنية للشيخ يأخذ بهمة المريد الى الله أو ينهض بحاله الى الله أو يحقق أمراُ قلبياً يريده الشيخ في طريق الوصول الى الله فالرابطة اذاً لها حكم الوسيلة .. والتقرب الى الله تعالى بالوسائل أمر لاينكر بل هو أمر مطلوب مندوب اليه بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة) والوسيلة في الآية لفظ عام يشمل كل ما يقرب العبد الى الله تعالى ولايشترط فيه أن يكون أمراً قد فعله الرسول وصحبه الكرام لاختلاف الوسائل باختلاف العصور والأحوال والعمل لا يقف على ورود أمر فيه بل يقف على نهي عنه فمثلاً الأنترنت والتلفاز ووسائل الاعلام في عصرنا قد تكون وسيلة تقرب الى الله تعالى ان أحسن توجيهها على مايرضي الله مع أنها أمر مستحدث كذا المهرجانات الدعوية وكليات العلوم الشرعية والجمعيات الخيرية وغير ذلك كثير كثير والوسائل لها حكم مقاصدها والرابطة ان كانت وسيلة تقرب المريد الى الله تعالى وتنهض بحاله الى الله أخذت حكم هذا المقصد . واستحضار صورة العارف أو الشيخ له أثره المجرب في تنشيط همة المريد والرقي بحاله الى الله تعالى وله سره الخاص عند أهل الطريق فهي اذاً وسيلة ان غلب على الظن أنها تحقق مايرجى منها فيكون حكمها حكم المندوب من وسائل الخير التي تدعو الى الله وتقرب المريد الى الله . روى الإمام البخاري في صحيحه في باب الخشوع في الصلاة حديثين هما

699- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا وَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ رُكُوعُكُمْ وَلَا خُشُوعُكُمْ وَإِنِّي لأَرَاكُمْ وَرَاءَ ظَهْرِي.

700- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقِيمُوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي وَرُبَّمَا قَالَ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح:2/180 أثناء شرح الحديثين:-
 
وَقَدْ سُئِلَ عَنْ الْحِكْمَةِ فِي تَحْذِيرِهِمْ مِنْ النَّقْصِ فِي الصَّلَاةِ بِرُؤْيَتِهِ إِيَّاهُمْ دُونَ تَحْذِيرِهِمْ بِرُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ،وَهُوَ مَقَام الْإِحْسَان الْمُبَيَّن فِي سُؤَالِ جِبْرِيلَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي كِتَاب الْإِيمَان " اُعْبُدْ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ،فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك " فَأُجِيبَ بِأَنَّ فِي التَّعْلِيلِ بِرُؤْيَتِهِ - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَنْبِيهًا عَلَى رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ،فَإِنَّهُمْ إِذَا أَحْسَنُوا الصَّلَاة لِكَوْن النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرَاهُمْ أَيْقَظَهُمْ ذَلِكَ إِلَى مُرَاقَبَةِ اللَّهِ تَعَالَى مَعَ مَا تَضَمَّنَهُ الْحَدِيثُ مِنْ الْمُعْجِزَةِ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذَلِكَ،وَلِكَوْنِهِ يُبْعَثُ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِذَا عَلِمُوا أَنَّهُ يَرَاهُمْ تَحَفَّظُوا فِي عِبَادَتِهِمْ لِيَشْهَدَ لَهُمْ بِحُسْنِ عِبَادَتِهِمْ .

ويعتقد الوهابية أن الرابطة النقشبندية التي يفعلها السادة النقشبندية شرك ، لكن الشرك هو عبادة غير الله، ولا يعني استحضار الكعبة عند ذكر الله أنك تعبد الكعبة، أو عندما تستحضر الموت أو مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكر الله، لا يعني استحضار هذه الأشياء للاستعانة بها على الحضور والخشوع لا يعني أنك تعبدها. وبعد هذا البيان المتواضع يأتي إمام المدرسة الوهابية ابن تيمية ليبرر لنا أنها ليست شرك، لكن أتباعه الوهابية يخالفونه ويعدون من يقولها شرك، يعني حتى إمامهم ابن تيمية لم يسلم من لسانهم !!!! يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله في فتاواه

وَمِمَّا يُحَقِّقُ هَذِهِ الْأُمُورَ أَنَّ الْمُحِبَّ يَجْذِبُ وَالْمَحْبُوبَ يُجْذَبُ . فَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا جَذَبَهُ إلَيْهِ بِحَسَبِ قُوَّتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ صُورَةً جَذَبَتْهُ تِلْكَ الصُّورَةُ إلَى الْمَحْبُوبِ الْمَوْجُودِ فِي الْخَارِجِ بِحَسَبِ قُوَّتِهِ فَإِنَّ الْمُحِبَّ عِلَّتُهُ فَاعِلِيَّةٌ وَالْمَحْبُوبَ عِلَّتُهُ غائية وَكُلٌّ مِنْهُمَا لَهُ تَأْثِيرٌ فِي وُجُودِ الْمَعْلُولِ وَالْمُحِبُّ إنَّمَا يَجْذِبُ الْمَحْبُوبَ بِمَا فِي قَلْبِ الْمُحِبِّ مِنْ صُورَتِهِ الَّتِي يَتَمَثَّلُهَا ؛ فَتِلْكَ الصُّورَةُ تَجْذِبُهُ بِمَعْنَى انْجِذَابِهِ إلَيْهَا ، لَا أَنَّهَا هِيَ فِي نَفْسِهَا قَصْدٌ وَفِعْلٌ ؛ فَإِنَّ فِي الْمَحْبُوبِ مِنْ الْمَعْنَى الْمُنَاسِبِ مَا يَقْتَضِي انْجِذَابَ الْمُحِبِّ إلَيْهِ كَمَا يَنْجَذِبُ الْإِنْسَانُ إلَى الطَّعَامِ لِيَأْكُلَهُ وَإِلَى امْرَأَةٍ لِيُبَاشِرَهَا وَإِلَى صَدِيقِهِ لِيُعَاشِرَهُ وَكَمَا تَنْجَذِبُ قُلُوبُ الْمُحِبِّينَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِهِ لِمَا اتَّصَفَ بِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ الصِّفَاتِ الَّتِي يَسْتَحِقُّ لِأَجْلِهَا أَنْ يُحَبّ وَيُعْبَدَ . بَلْ لَا يَجُوزُ أَنْ يُحَبّ شَيْءٌ مِنْ الْمَوْجُودَاتِ لِذَاتِهِ إلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ فَكُلُّ مَحْبُوبٍ فِي الْعَالَمِ إنَّمَا يَجُوزُ أَنْ يُحَبّ لِغَيْرِهِ لَا لِذَاتِهِ وَالرَّبُّ تَعَالَى هُوَ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يُحَبّ لِنَفْسِهِ وَهَذَا مِنْ مَعَانِي إلَهِيَّتِهِ و { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } فَإِنَّ مَحَبَّةَ الشَّيْءِ لِذَاتِهِ شِرْكٌ فَلَا يُحَبُّ لِذَاتِهِ إلَّا اللَّهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ خَصَائِصِ إلَهِيَّتِهِ فَلَا يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ وَكُلُّ مَحْبُوبٍ سِوَاهُ إنْ لَمْ يُحَبّ لِأَجْلِهِ أَوْ لِمَا يُحَبُّ لِأَجْلِهِ فَمَحَبَّتُهُ فَاسِدَةٌ . وَاَللَّهُ تَعَالَى خَلَقَ فِي النُّفُوسِ حُبّ الْغِذَاءِ وَحُبَّ النِّسَاءِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ حِفْظِ الْأَبْدَانِ ، وَبَقَاءِ الْإِنْسَانِ ؛ فَإِنَّهُ لَوْلَا حُبّ الْغِذَاءِ لَمَا أَكَلَ النَّاسُ فَفَسَدَتْ أَبْدَانُهُمْ وَلَوْلَا حُبُّ النِّسَاءِ لَمَا تَزَوَّجُوا فَانْقَطَعَ النَّسْلُ . وَالْمَقْصُودُ بِوُجُودِ ذَلِكَ بَقَاءُ كُلٍّ مِنْهُمْ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَيَكُونُ هُوَ الْمَحْبُوبَ الْمَعْبُودَ لِذَاتِهِ الَّذِي لَا يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ غَيْرُهُ . وَإِنَّمَا تُحَبُّ الْأَنْبِيَاءُ وَالصَّالِحُونَ تَبَعًا لِمَحَبَّتِهِ فَإِنَّ مِنْ تَمَامِ حُبِّهِ حُبّ مَا يُحِبُّهُ وَهُوَ يُحِبُّ الْأَنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ وَيُحِبُّ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ ، فَحُبُّهَا لِلَّهِ هُوَ مِنْ تَمَامِ حُبِّهِ وَأَمَّا الْحُبُّ مَعَهُ فَهُوَ حُبُّ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْدَادَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ، فَالْمَخْلُوقُ إذَا أَحَبَّ لِلَّهِ كَانَ حُبُّهُ جَاذِبًا إلَى حُبِّ اللَّهِ وَإِذَا تَحَابَّ الرَّجُلَانِ فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ؛ كَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا جَاذِبًا لِلْآخَرِ إلَى حُبّ اللَّهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ وَإِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءِ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ وَهُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرَوْحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَمْوَالٍ يتباذلونها وَلَا أَرْحَامٍ يَتَوَاصَلُونَ بِهَا إنَّ لِوُجُوهِهِمْ لَنُورًا وَإِنَّهُمْ لَعَلَى كَرَاسٍ مِنْ نُورٍ لَا يَخَافُونَ إذَا خَافَ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ إذَا حَزِنَ النَّاسُ } فَإِنَّك إذَا أَحْبَبْت الشَّخْصَ لِلَّهِ كَانَ اللَّهُ هُوَ الْمَحْبُوبُ لِذَاتِهِ فَكُلَّمَا تَصَوَّرْته فِي قَلْبِك تَصَوَّرْت مَحْبُوبَ الْحَقِّ فَأَحْبَبْته فَازْدَادَ حُبُّك لِلَّهِ . كَمَا إذَا ذَكَرْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَنْبِيَاءَ قَبْلَهُ وَالْمُرْسَلِينَ وَأَصْحَابَهُمْ الصَّالِحِينَ وَتَصَوَّرْتهمْ فِي قَلْبِك فَإِنَّ ذَلِكَ يَجْذِبُ قَلْبَك إلَى مَحَبَّةِ اللَّهِ الْمُنْعِمِ عَلَيْهِمْ وَبِهِمْ إذَا كُنْت تُحِبُّهُمْ لِلَّهِ فَالْمَحْبُوبُ لِلَّهِ يُجْذَبُ إلَى مَحَبَّةِ اللَّهِ وَالْمُحِبُّ لِلَّهِ إذَا أَحَبّ شَخْصًا لِلَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَحْبُوبُهُ فَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَجْذِبَهُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَكُلٌّ مِنْ الْمُحِبِّ لِلَّهِ وَالْمَحْبُوبِ لِلَّهِ يُجْذَبُ إلَى اللَّهِ .
[مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد العاشر]

خصائص الطريقة النقشبندية

خصائص الطريقة النقشبندية 
 

من خصائص هذه الطريقة انها تبدأ بالمحبة قبل السلوك لانها علي نهج سيدنا ابا بكر الصديق من فرط حبه في سيد الخلق صلي الله عليه وسلم امن بكل ما يقول وبكل مايفعل لذا كان ايمانه كما وصفه صلي الله عليه وسلم يعادل ايمان الامة فاغلب الطرق الصوفية تاتي بالسلوك قبل المحبة والشريف اسماعيل سلك جميع الطرق واستخلص زبدتها وانشد في كل شيخ طريقة ذاكرا مناقب شيخها ومؤسسها وجمعهم في قصيدته ياسادة الحي الكرام اما بخصوص هذه الطريقة فقال فيه اسلك طريق خيار القوم قاطبة بالنقشبندي جلت ريبا وبهتانا نور النبوة من صديقنا اتصلت عقد الجمان علا درا ومرجانا
اشارة الي تسلسل هذا الطريق من شيخ الي شيخ الي حضرة الصديق الي سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم ولهذا فان سالك هذا الطريق واي طريق اخر علي قدر احترامه ومحبته لشيخه والايمان بما يقوله ويفعله والتسليم المطلق له علي قدر الترقي الذي يناله للوصول الي اعلي الدرجات واللحاق بركبهم مع سيد الخلق وكما قال القائل الحب به الفتي بين الرجال مزاحم فوظيفة الشيخ المربي هو ان يوصلك الي شيخ الطريق وشيخ الطريق يوصلك الي الصحابي الذي علي نهجه هذا الطريق والصحابي يوصلك بسيد الخلق صلي الله عليه وسلم وبعد ذلك يوصلك الي حضرة قدسه وفي كل هذه المراحل ترتقي الروح الي بساط الانس بالله اما عن كيفية سرعة الوصول فهي تبدأ بالاخلاص اولا ويكون مقصودك من كل هذا في الاول والاخر هو المولي عزوجل واضعا امامك يابن ادم خلقتك من اجلي فكن لي اكن لك وثانيا توظيف الاوراد التي يكلفك شيخك بذكرها فهي تكملة الايمان كما اخبر بذلك سيد الخلق الايمان ما نقر في القلب وصدقه العمل فهذه الاوراد توجهها الي الاعمار ومحاربة كل المخربين وتطهير الارض من دنس وادران اعمال الانس والجان فبهذا تصبح خليفة الله في ارضه حقا لاعمارها ولاتنسي كل هذا يكون خالصا لوجه الله تعالي كانه امر مكلف به وسوف تري ماتناله في الدنيا قبل الاخرة وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه

طاعة المرشد

طاعة المرشد




بينا اثنين من الطرق الثلاثة التي على السالك إتباعها للوصول إلى غايته وهي: الذكر و المراقبة والآن نبين السبيل الثالث وهو طاعة المرشد أي يكون السالك تلميذا لمرشد كامل، مطبقا لتوجيهاته بإخلاص وأدب كما هو الحال لتلميذ يتلقى العلم من أستاذه.
وقال كبار علماء التصوف: إن هذا السلوك أسهل وهو اقرب لنيل الغاية ويسمى ذكر"الرابطة" وهو عبارة عن مواصلة العلاقة القلبية مع الله سبحانه فمن كان له مرشد فان هذه العلاقة تتم عن طريق قلب المرشد. وكيفية ذلك: إن قلب السالك هنا يتعلق بقلب المرشد الذي لاشك في انه نوراني ويشرق فيه نور الله سبحانه، ونوره سبحانه مصدر الأنوار. وان نور الحق يشرق دائما في قلب محمد (صلى الله عليه وسلم) كالكهرباء الذي يتوزع في الجهات كلها، وكالنهر الذي تتوزع جداوله في كل الأنحاء ولكل جدول عشرات من المزارع وآلاف من الأشجار تروى بها. وكذلك يتوزع الفيض والماء الزلال على العاشقين المحبين لكي تروى مزارع قلوبهم بهذا الفيض والبركة وتُثمر ثمراتها الطيبة. والمرشد الكامل يحصل على نصيبه من هذه البركة وتوزعه على المريدين
وذُكر أن الشاعر الصوفي مولوى بعث قصيدة إلى مرشده الشيخ عثمان النقشبندي قال فيها: أنت ساقي المزارع وكفيتهم جميعا بالكفاف ويقصد المزرعة الروحية أما مزرعتي فتشكو العطش وثماري تشكو الجفاف هذا حيف: فافتح الجداول جدولاً بعد جدول وارو مزارعي" ولابد من بيان أن هذه العلاقات هي روحية ومعنوية ولا تدرك إلا بعين البصيرة ذلك أنها ليست بقنوات فيها المياه تجرى ولاهي علاقات مادية. فإذا ما استقرت الرابطة وتمكن المريد من ترسيخ هذه العلاقة فانه يستمد النور والبركة منها ويكون لهذا النور انعكاسات من اللطائف فتتزكى واحدة بعد الأخرى. وتعالج العلل والأمراض واحدة بعد الأخرى كعلة الحسد، ومرض الغرور، وطول الأمل، والتهالك على جمع المال، والأمراض المعنوية الخبيثة الأخرى، وعندما يتزكى باطن السالك من الغش واشتعل نور الحق في اللطائف وتبدأ اللطائف بالذكر فان المريد يصل حالة الحضور والمشاهدة وهي الأمل المنشود وبهذه الخطوة يطمئن قلبه وباطنه وتبدأ مرحلة "الأنفس" أي التوجه نحو مرحلة الفناء للوصول إلى منزلة البقاء. وفي مبحث الذكر اشرنا إلى أن السالك يبدأ بالذكر القلبي حتى يصبح قلبه ذاكرا، ثم يبدأ يتنقل من ذكر لطيفة إلى ذكر لطيفة أخرى ولكنه في هذه الحال يعينه المرشد بالتوجه إليه.
 
وكيفيته: 
يتوجه بقلبه إلى إحدى لطائف السالك ويربطها بلطائفه ولا ريب في أن لطيفة المرشد ذاكرة ونورانية فتنعكس على لطيفة السالك فتصبح ذاكرة ونورانية وبعد أن يستقر وضع السالك بعد مهلة في اللطيفة الواحدة يتوجه المرشد إلى لطيفة أخرى لمريده لمهلة قصيرة وإذا كان للمريد شيء من الاستعداد لما يتحلى به من الذكاء فسرعان ما يصل الغاية وتتزكى لطائفه وكذلك فيما يتعلق باجتياز المقامات حتى يصل مرحلة الفناء والبقاء.
وفي هذه المرحلة يستغنى عن المرشد ويكون كاملا بالمعنى النسبي "والكمال المطلق لله وحده" ويرفع الله درجاته مادام الله سبحانه يريد علو منزلته كما انه ليس للعلم الظاهري المادي حدود وإن العالم يظل يطلب العلم ليزداد علمه وكذلك الغني يطلب مزيدا من الغنى وكذلك ليس للطف الله حد والإنسان الكامل الذي بلغ قمة الإنسانية هو سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويليه بعده الأنبياء ثم الأولياء. وفي عرف التصوف يعتبر السالك الذي منح درجة البقاء بعد الفناء إنسانا كاملا، وهذه الدرجة كالدكتوراه في العلوم الدنيوية أو غيرها فيصبح أستاذا ومرشدا في سلكه. ولابد من التنبيه هنا على اشد ما يخاف منه في الطريقة النقشبندية: هو إن يأذن المرشد لمريديه بالرابطة دون أن يكون قد وصل مرتبة البقاء بعد الفناء. وهي خطيئة كبيرة لأنها قد توقعه في شبهة الشرك أولا ويكون المرشد مسؤولا عنها، وتوقع المريد ثانيا في أمراض الوسوسة ومصائب أخرى عديدة فالإرشاد شيء وإجازة الرابطة شيء آخر. والإرشاد بمعنى "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" واجب على كل مسلم والإرشاد للشريعة واجب علماء الدين، وبالنسبة للطريقة فعلى المرشد أن يصارح مريديه قائلا: إني أنصحكم وأرشدكم إلى التوبة ولكنى لست بمرشد كامل ولا يجوز لكم الرابطة معي. أو يقول كما قال (الأمير كولال) مرشد الشيخ النقشبند، له: إن حدود معرفتي هنا وعليك البحث عن مرشد آخر يعلمك بعدي. وليس المقصود بالتوجه أن يكون المرشد متصلا بالمريد في المكان، ذلك أن المرشد الكامل يستطيع التوجه إلى مريده من مكان بعيد أيضاً ويدخل في قلبه المسرة الروحية ولكن القرب المكاني أفضل كما قلنا: أن التقرب من الصادقين سبب السعادة والفوز. فالرجل الصالح الولي حبيب الله والاقتراب من حبيب الله هو سبب لسعادة الدارين. فعلى المريد أن يطلب المساعدة من مرشده. قال الشيخ عبد الله الدهلوي: مع أن الذكر اللساني لا يحقق أهداف السالك ما لم يتحول إلى ذكر قلبي ويصبح مَلَكَةً وخُلُقاً راسخاً فان الذكر اللساني مفيد وتكون للذاكر حظوة روحية معنوية إن تم حسب الشروط المذكورة. ثم قال: على المريد أن يظل ذاكراً لله متذللا أمام باب الحق حتى في أوقات انشغاله بالإعمال الدنيوية وقال: "بركات من الله تنزل ولكن لقلوب المؤمنين تعجل". وهذه تسمى حال "الخلوة في الجلوة" ومعناها انه مع الحق ولو كان مع الخلق وهذا معنى ما قيل: الصوفي كائن. بالجسم كائن مع الناس وبالروح كائن عنهم والخلوة في الجلوة إحدى صفات ودرجات السالكين للطريقة النقشبندية. وقد بينا سابقا أن أمراض القلب هي الصفات الخبيثة كالحسد والحقد.... وغيرها من الأمراض والمسلم الحقيقي من طهر قلبه من هذه الأمراض، ولكنه أمر صعب وإلا عولجت مشكلات الإنسان. وفي الحال التي يكون للسالك مرشد فانه يتولى معالجة هذه الأمراض وتخليص قلب مريده منها. وإن طَبّق السالك آداب الذكر المعروفة وتمسك بذكر "لا اله إلا الله" فتسهل عليه معالجة أمراضه القلبية. وحين يقول "لا اله" يتخيل معه طرد الحسد، وان لا حسد في قلبه ولاشيء في قلبه "إلا الله" فيشعر بنظافة قلبه من الحسد وهكذا الأمر بالنسبة لكل رذيلة. ومن الناس من ليست له بعض الرذائل كالكذب والكبر مثلا فيحقق في حال نفسه وما فيها من الرذائل. وبهذا النوع من الذكر يطهر قلبه منها. ويقول في بعض الأحيان معترفا في قلبه: أنى مبتلى بهذه الرذيلة فجنبني منها فيتخلص منها واحدة بعد الأخرى ببركة هذا الذكر. وهذا التطهير القلبي والتزكية، وإشراق اللطائف، والتنقل من خطوة إلى أخرى وهي سبع خطوات تسمى
"السفر في الوطن" أي الارتحال قلبيا من مركز إلى مركز حتى تتطهر جميعا، وهو أيضاً التأمل في النفس لكشف الأمراض لمعالجتها قال تعالى"وفي أنفسكم أفلا تبصرون" والصوفي في هذه المرحلة يعيش مع الذكر ويعاف كل شيء عدا ذكر ربه وكما قالوا: كل شيء ماعدا ذكر الله سبحانه نزع للروح ولو كان طعام السكر. وفي القرآن الكريم "واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون" الجمعة 10 ومن حصل على بركة معنوية وأحس بها فعليه العمل للمحافظة عليها، فان ذهبت عاد إلى الذكر إلى أن يستعيد البركة وتصبح البركة حالا دائما وخلقا مستمرا. وقد ذكر في تعريف اللوامع أن المريد المبتدئ يرى شعاع النور في قلبه ولكنه يذهب ولا يستقر، ويتكرر حتى يألف ويستقر في القلب. وبعد هذا نأتي إلى "جذبة القبول". وهي اسم للسالكين يطلق عليهم عندما تتوجه إليهم حالة خاصة فينجذبون فيها إلى ربهم فيكون محمودا عند ربه فان نضجت الجذبة وظهرت تسري بين حنايا قلبه فيوضات إلهية يحس بها السالك المجذوب فتلتذ روحه ويُسَر وقد يسعد بها السالك سعادة تفقده وعيه. فان استدامت هذه الحالة فانه يقرب من حالة الحضور والفناء وهذه الحالة تسمى "حقيقة الذكر" لأنه من المرحلة الأولى لهبوب البركة كانت الصورة ومن حالة الحضور تكون الحقيقة وتسمى هذه الحال: (درج النهاية في البداية) أو اندراج النهاية في البداية وهذه لا تحصل في يوم أو مرة، ولكل شيء وقته ومدته وحسابه. أما الثمار الطيبة المتنوعة للطائف ولكل عبادة كالتهجد وقراءة القرآن الكريم فإنها لا تعد ولا تحصى وقد ذكر الإمام الرباني في مكتوباته البركات الخاصة لكل حالة وفي الطرق الصوفية العديدة، فانه كان مرشدا للطرق القادرية، والسهروردية، والجشتية والكبروية، بالإضافية إلى كونه من كبار مشايخ النقشبندية. قال الشيخ عبد الله الدهلوي: بركة الصالحين قد تنزل كضياء من الشمس فتدخل القلب في زاوية وقد تكون كسحاب يعم جوانب القلب، أو كصبا لطيف أو كمطر، أو نهر، أو كخيمة من حرير تشمل البدن كله أو كالندى الذي ينزل على القلب. وقال أيضاً: قد يحصل الشوق والدفء الروحي لسالكي الطريقة الجشتية، ويحصل الصفاء واللمعان لسالكي الطريقة القادرية، ويحصل لسالكي الطريقة النقشبندية الغياب وفقدان الوعي، أما السهروردية فآثارها هي آثار النقشبندية نفسها. هذه قطرة من بحر التصوف. وباقة ورد من حديقة غناء تشمل الأرض كلها، أردت بها بيان قدر منه لكم لا الإحاطة به فان عالم التصوف في حقيقته هو عالم معرفة الله سبحانه وهو عالم لا نهاية له ولا حد له لا في أوله ولا في أخره.
ولتوضيح مصطلح "درج النهاية في البداية" أو "اندراج النهاية في البداية" نقول كما أن الاندراج يعني استقرار حقيقة الذكر في القلب وهو ما اشرنا إليه سابقا فان له صورة أخرى هي: قد ينتقل المرشد بمريده في حال توجهه إلى مقامات كبيرة فيريه إياها، أو يبقيه هناك مدة يظن فيها انه قد حل هناك فيعيده إلى مقامه الأول وهدفه تشويق المريد وحثه على العمل للوصول إليها بقلب مشتاق ملهوف. ومثله مثل الأمور الدنيوية حين يدعى إنسان إلى قصور فخمة ويقال له انك إن وصلت إلى ذلك المقام أصبحت صاحب هذه القصور، فإذا كان ممن يرغب في الدنيا فانه يعمل بشوق اكبر للحصول عليها حقيقة. ومن صور الاندراج انه قد يحصل الكشف للسالك وتبدو له بعض الأسرار كأن يكشف له حال الميت صالحا أم لا، وهو في الحقيقة لم يصل إلى هذا الحد الذي يدرك بقوته المعنوية هذه الأحوال. وحكمة ذلك دعوته للخوف والأمل "الخوف والرجاء" ويصل إلى "عين اليقين". ومن صوره انه يجتاز المريد المراحل كلها ويقترب من الوصول حتى يصبح خليفة دون أن يكون صاحب البركات، ولكن قوته الباطنية تقع في ظل القوة الباطنية للمرشد، ويسمى اصطلاحا "في ظل المرشد" أو في ظل القطب واصطلح عليه أيضاً بضمنية المرشد، وهذا الخليفة لا يعرف إن هذه القوة ليست له وهي لمرشده، وصادف مرارا أن كبار المشايخ يرسلون خلفاءهم في هذه الحالة للإرشاد. تبين أن درج النهاية اكبر من غيرها. فقد يحتار الناس من هذه المواهب والكرامات والبركات التي تظهر على هذا الخليفة الذي لا يختلف توجهه عن توجه شيخه وهو يعالج أمراض القلب العديدة، ويوصل السالك، ولكنها في نفس الوقت اختبار للمرشد ليكتشف قابليته فقد يسقط الخلفاء في الامتحان ويسيطر الغرور عليهم ويظنون أنها من قدراتهم وان لم ينجحوا فإنهم لن يرجعوا إلى مقاماتهم الأصلية بل قد يطردون مدة وان نجحوا يعادون إلى مقاماتهم ولكن هذه الدورة مفيدة إن اعتبر بها وحافظ على الأدب إذ يرفع درجاته وقد اطلع على المقامات العليا وعندما يرجع إلى محله السابق فانه يتنبه إلى أن هذه القوى لم تكن له وإنما هي لمرشده. أين هو من هذه المقامات؟ فعليه عمل شاق ورياضة دائمة للوصول إليها وهذه الصور المختلفة لدرج النهاية في البداية تابعة لرغبة المرشد ذلك انه أستاذ القلب، وخبيره وطبيبه وهو ادري بحاجة كل مريد ومداها. إن منهج سلوك اللطائف بشكل مقسم هو منهج الإمام الرباني، أما خلفاؤه ومنهم نجله الشيخ محمد معصوم استصعبوا هذا العمل فاكتفوا بتربية لطيفة القلب في عالم الأمر، ولطيفة النفس في عالم الخلق وإيصالها، أما اللطائف الأخرى فتربيتها بالتزكية حتى وصول مرحلة الفناء والبقاء. وقال الشيخ عبد الله الدهلوي: نحن نأخذ بالرأي الأخير، ولذا نقول: (إن المرشد النقشبندي هو الذي يختار ما يراه الأفضل والضروري لمريده لاسيما بالنسبة لمن يجري تربيتهم عن طريق الرابطة، وعندما تبدأ اللطائف بالذكر يحظى بحضور الحق ولهذا الحضور أنواع وقد وضع كبار السالكين لكل نوع من الحضور اسماً وذلك لمعرفة وإفهام المريدين. وإن كان حضور الحق مقابل حضور الحق بحيث لم يسكرك هذا الحضور فتنسى الناس، ولم يؤثر في حضورك الناس، فيسمى "ذكر القلب" وان كان حضور الحق غالباً فهذا "ذكر الروح" وإن أنساك هذا الحضور نفسك ولكن لم تنس الخلق فهو "ذكر السر" فان أنساك حضور الحق نفسك والخلق فهو "ذكر الخفي"). فما هو الحضور؟
كيف الإحساس به؟ قال: إن استطاع المريد النظر إلى قلبه وعرف انه قريب من الله سبحانه فهذا هو الحضور وحتى إذا لم يكن دائما فانه واضح للسالك. و قد يقل الحضور بسبب انشغال المريد بكسب الدنيا وان كان حضوره بشكل "كأنك تراه" وفي كل وقت وحال، حين الكلام وحين السكوت، وعند السرور والغضب، و أصبح الحضور ملكة فهذه الحال تسمى"الوعي الدائم" وهو التذكر الدائم. وهي إحدى أسس الطريقة النقشبندية.
وتبذل هذه المحاولات، ذلك انه قد سعد بعين بصيرته بالرؤية والمشاهدة و قد يشعر السالك في هذه الحال انه يشاهد بعين البصر لا بعين البصيرة إذ يغلب عليه الحضور فيتلفظ بكلمات يفهم منها الحلول والاتحاد، والحقيقة انه في حال حضور وما يقوله يعتبر شطحات تخرج من فمه وقد يقال له انك قلت كذا وكذا فلا يصدق كما هو حال السكران بعد إفاقته. وهذه الرؤية تشبه الرؤية المنامية التي هي رؤية خاصة. و لا يمكن رؤية الله بعين البصر في هذه الدنيا فان سمعنا أمرا مخالفا من مجذوب فعلينا أن نعلم يقصد ما يحس به في نفسه لا في الواقع. وقال الشيخ عبد الله الدهلوي: وبعد هذه الحالة "عين اليقين" تبدأ "المراقبة المعية" كما قال سبحانه وتعالى..(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ) الحديد4.
وهنا أجيز للذكر باللسان وهذا النوع من القرابة يعتبر من الولاية الصغرى وهي أول درجة الأولياء وهي قطع المسافة في ظل "أسماء الله" وهذا المقام يسمى مقام الجذبة فيتحقق له الشعور بالبركة، والخفقان، والشوق والبكاء والذوق والتوحيد الفعلي وتجليات نور الحق ورؤية الوحدة والكثرة وحالات الإنس والهيمان والوحشة والحيرة كما لا يخفى على أرباب هذه الولاية، ويتحقق أيضاً الاستغراق في بحر المعرفة فينقطع عن علاقاته بالناس وينسى ما سوى الله ويسلم قلبه من الخطرات والوساوس. وهذه تتحقق في مرحلة الولاية و يتحقق هنا أيضاً فناء القلب أي الدوام على حالة السكر الروحي وطرد ما سوى الله في قلبه. ويقول احد الشعراء بهذه الدرجة ما معناه: متى افترق عن نفسي ولا يبقى أنا وأنت والباقي هو الله وهذه حالة المعية أو المراقبة المعية. سبق أن ذكرنا إن الله قريب منا وفي القرآن الكريم "نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" والعبد أيضاً لسبب تزكية باطنه يشعر بهذا القرب والحقيقة أن كل عبد قريب منه و لكن الطاهر يحس بالقرب أما الذي لم يتزك قلبه فانه لا يشعر بنعم الله، و تحدث الشيخ عبد الله عن أربعة أنواع من الفناء فقال:

_ فناء الخلق: وهو أن لا يخاف من أحد ولا يرجو أحد إلا الله.
_ فناء الرغبة: فالسالك هنا لا يرغب إلا في القرب منه سبحانه.
_ فناء الإرادة: فلا تبقى له ويكون كالميت فلا يطلب شيئا.
_ فناء الأفعال: لا تبقى له قدرة على أي فعل فيريد كل شيء من ربه أو عندما تنتهي 

قدرته على الفعل يتولى الله سبحانه أعماله، وهذه إشارة إلى الحديث القدسي "ما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها". كما ذكرنا سابقا يقول النقشبنديون إن مقام الولاية عبارة عن عشرة مقامات هي : التوبة، الإنابة، الزهد، القناعة، الورع، الصبر، الشكر، التوكل، التسليم، الرضا والتي تُسمى أيضاً بمقامات اليقين